بوابة الدلتا التعليمية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بوابة الدلتا التعليمية
بوابة الدلتا التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حرب الوردتين

اذهب الى الأسفل

حرب الوردتين Empty حرب الوردتين

مُساهمة من طرف Ù…حمد نوفل الإثنين يناير 11, 2010 2:24 pm

حرب الوردتين هي أطول حرب أهلية في التاريخ الانكليزي دارت في القرن الخامس عشر 1453- 1487 وجاءت بعد الهزيمة الانكليزية النهائية في حرب المئة عام التي استمرت من 1337 ولغاية 1453، تخللتها سلسلة من المعارك والصدامات بين فرعين من عائلة بلانتيجينت وهما أسرتي يورك ولانكستر وكانت أشبه بحروب المافيا في العصور الوسطى وشهدت ثلاثة مراحل من الصراع المستمر، الأولى من 1459- 1461 والثانية 1469 – 1471 والمرحلة الأخيرة في الأعوام من 1483 ولغاية 1487، العداء بين الأسرتين بدأ في عهد الملك هنري السادس من أسرة لانكستر (1422-1461 ) .



وأصبح ملكا وهو لا يزال في المهد عمره تسعة أشهر بعد وفاة والده المبكر هنري الخامس ( 1413- 1422) حتى أصبح يافعا وكانت انكلترا في سنوات طفولته تحكم تحت الوصاية، كان هنري السادس اصغر أمير يتولى العرش في تاريخ انكلترا والوحيد الذي يتوج مرتين الأولى كملك لانكلترا و الثانية كملك لفرنسا ولكنه وبعد بلوغه سن الشباب أثبت بأنه ملك ضعيف حتى أصبح يعرف بين أتباعة بـ رجل الدين في ثياب الملك cleric – in – kings – clothing لافتقاره التام للاهتمام بالقضايا السياسية والعسكرية مع ميل قوي لاصدار أحكام خاطئة ثم انتهى بالجنون ويفسر المؤرخون المعاصرون بأنه ربما كان مصابا بالشيزوفرينيا، خسارة انكلترا للمناطق التي احتلتها من فرنسا وجنون هنري أمليا على ريتشارد دوق يورك بالدعوة للقيام باصلاحات جذرية فبدأت المنافسة بين أسرتي لاكستر ويورك ورغم أن العداء بين الأسرتين بدأ عام 1455 في سانت ألبانس فان الصراع الحقيقي لم يبدأ سوى في عام 1459، بعد اصابته بالهزيمة وما تلاها من نفي لأفراد أسرة يورك نجح الدوق ريتشارد في العودة عام 1460 منتصرا ليطالب بحق أسرته في العرش، في العاشر من تشرين الأول من نفس العام أصدر البرلمان قانونا يعترف فيه بالدوق ريتشارد وريثا لهنري السادس ومسقطا حق أدموند ابن هنري السادس في العرش ولكن هذا الموقف لم يكن يتلاءم مع مصالح شريحة كبيرة من طبقة النبلاء وخصوصا المتضامنين مع زوجة هنري مارغريرت أوف أجنو، الأكثر حزما في مواقفها السياسية من زوجها وكانت تشعر بكراهية عميقة ل ريتشارد فدعت دوق إيكستر و سومرست وديفون و كليفورد وأخرين ليشاركوا بقواتهم مع قواتها المجتمعة في شمال انكلترا وهكذا بدأت المرحلة الأولى من أكبر الصراعات عنفا في تاريخ أنكلترا أنتهت بمعركة تاونتون Towton الأطول والأكثر دموية تجري على التراب الأنكليزي، بدأت المعركة بعد تقدم جيوش ريتشارد نحو الشمال يرافقه اللورد ساليسبيري، في الثلاثين من كانون الأول عام 1460 اوقعت قوة كبيرة من أنصار اسرة لانكستر جيوش ريتشارد قرب قلعة ويكفيلد في كمين فقتل ريتشارد وقام اللورد كليفورد بقتل ابن ريتشارد البالغ من العمر سبعة عشر عاما على جسر جانتري، لورد ساليسبيري وقع أسيرا بيد القوات المنتصرة وأعدم في قلعة بونتيفراك وعلقت رؤوس الضحايا على جدران حانة مايكل جيت في يورك وقد توج رأس ريتشارد بتاج من الورق وبعد معركة ويكفيلد بدأت جيوش لانكستر تتقدم نحو لندن ناهبين كل ما يجدونه في طريقهم، في هذه الاثناء كان ابن ريتشارد أدوارد أريل أوف مارج يحتفل بعيد الميلاد في شيروزبيري ولدى سماعه بأنباء مقتل والده وشقيقه تحرك بسرعة لقطع الطريق على قوات لانكستر وقبل وصولها إلى لندن فواجهته قوات لانكستر تحت قيادة بيمبروك وفي الثاني من شباط عام 1461 حقق انتصارا حاسما وألقى القبض على أوين تيودر ( جد هنري السابع الذي سينتصر عام 1485 في معركة بوزورث ) وتم أعدامه في اليوم التالي، وبعد معركة ثانية في سانت ألبانس ولقيام سكان لندن بغلق البوابات أضطرت قوات لانكستر في التراجع إلى الشمال وسرعان ما لحقتهم جيوش إدوارد الرابع، في التاسع والعشرين من أذار تواجه الجيشان الكبيران ويقدر المؤرخون المعاصرون قوات الطرفين بـ ثمانين ألف وهو رقم مخيف بالنسبة لأنكلترا التي كانت نفوسها في تلك الأيام لا تتجاوز 2.5 مليون، في الصباح تقدمت قوات يورك تسبقهم ثمانية الاف من رماة الأقواس الطويلة بقيادة اللورد فوكنبيرغ وأطلقوا أول وابل من سهامهم وساعدت الرياح عبى حمل السهام عميقا في صفوف قوات لانكستر الذين لم تكن قوات يورك على مرأى منهم كما لم يكونوا يدركون بأن سهامهم وبسبب نفس الرياح كانت تسقط قريبا من خطوطهم القتالية لذا لم يكن هناك من خيار أخر أمام قوات لانكستر سوى اللجوء إلى الاشتباك بالسيف وتحت قيادة دوق سومرز البالغ ثلاثة وعشرين سنة فقط، في بداية الأشتباك تقدمت قوات لانكستر وأخترقت الجناح الأيسر لقوات يورك بنجاح وفي الساعات الأولى من الأختراق حدث قتال مروع على السفح الذي تكمن فيه قوات يورك ويشير اليه التاريخ عادة بسفح جداول الدم وقرب وقت الظهيرة تحول مجرى القتال لصالح قوات يورك عندما شن دوق نورفولك هجوما بقوات جديدة يبلغ تعدادها ستة الاف مقاتل ولفشل القوات اللانكسترية في الصمود أمام هذا الهجوم تراجعوا نحو وادي كوك وبعد انهيار خطوطهم لم يبق أمامهم من خيار أخر سوى الفرار وهم يرمون بأسلحتهم ودروعهم والعديد من الفارين الذين نجوا من القتل غرقوا في بحيرة كوك بيك وبعدها بدأت مطاردة القوات اللانكسترية من قبل خيالة قوات يورك الذين أمعنوا في ذبح كل من يصلون إليه وعبر عشرة أميال إلى الشمال من أرض المعركة ويقدر عدد القتلى في صفوف القوات اللانكسترية بـ ثمانية وعشرين ألفا وكان من بين القتلى عدد كبير من الفرسان والنبلاء وبعد وصول أنباء الهزيمة إلى مارغريت أوف أنجو بدأت بالفرار مع أنصارها إلى الشمال نحو أسكتلندا، كان الكثير من المشاركين في الصراع يأملون أن يكون عهد إدوارد مرحلة سلام ولكن مارغريرت كانت لا تزال قوية وغيوم الصراع كانت لا تزال تلوح في الأفق، حرب الوردتين أستمرت إلى نهاية القرن ولم تنتهي سوى بعد تولي هنري السابع العرش 1485 – 1509 موحدا بين الأسرتين وإيذانا ببدء مرحلة حكم أسرة تيودر التي ستنتهي بحكم الملكة إليزابيث الأولى حفيدة هنري السابع وابنة هنري الثامن
محمد نوفل
محمد نوفل
فريق الإدارة
فريق الإدارة

البلد : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 114
نقاط : 312
تاريخ التسجيل : 12/12/2009
الإقامة : المنصورة
العمل/الترفيه : مدرس دراسات اجتماعية وتاريخ

http://alshrouk.montadamoslim.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى